لطالما كان القلب رمزًا للحياة، فهو المحرك الأساسي للجسد، الذي يمنحه القدرة على النبض بالحياة والاستمرار. ولكن، ماذا لو وُلد الطفل بعيب قلبي يعيق هذا التدفق الحيوي للدم؟ رباعي فالوت (Tetralogy of Fallot – TOF) هو واحد من أكثر العيوب الخلقية شيوعًا التي تصيب قلوب الأطفال، وهو أشهر العيوب الخلقية بالقلب المسببة للزرقان عند الأطفال وهو تحدٍّ طبي يتطلب اهتمامًا خاصًا منذ لحظة التشخيص وحتى مراحل العلاج المختلفة، والتي قد تشمل التدخل بالقسطرة قبل الجراحة وأحيانًا بعدها.
ما هو رباعي فالوت؟
رباعي فالوت ليس مجرد عيب واحد، بل هو مزيج من أربعة مشكلات تؤثر على بنية القلب ووظيفته، مما يؤدي إلى تقليل كمية الأكسجين في الدم. تخيل أن طفلك الصغير يعاني من ازرقاق في الشفاه وأطراف الأصابع، وصعوبة في التنفس، وضعف عام عند القيام بأي مجهود بسيط. هذه الأعراض قد تكون علامات على وجود هذه الحالة التي تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة.
لماذا يحدث رباعي فالوت؟
عندما نبحث عن السبب، نجد أن العوامل الوراثية تلعب دورًا في حدوث هذا العيب، حيث قد يكون مرتبطًا بمتلازمات جينية مثل متلازمة دي جورج. كما أن العوامل البيئية قد تكون لها يد في الأمر، مثل تعرض الأم أثناء الحمل لعوامل معينة كالأدوية الضارة أو الفيروسات.
كيف نكتشفه؟
رحلة الاكتشاف تبدأ عندما يلاحظ الأهل أن طفلهم يبدو أكثر إرهاقًا من المعتاد، أو أن بشرته تميل إلى اللون الأزرق عند البكاء. هنا، يبدأ الطبيب في فحص الطفل عبر الاستماع إلى نبضات قلبه، ثم استخدام الإيكو، والتخطيط الكهربائي للقلب للكشف عن تفاصيل الحالة. في بعض الأحيان، قد يتطلب الأمر إجراء قسطرة لتقييم تدفق الدم وتحديد مدى خطورة التشوهات قبل اتخاذ قرار الجراحة .
كما تساعد القسطرة القلبية فى تحسين نتائج الجراحة من خلال حل بعض المشكلات قبل إجراء الجراحة مثل توسيع الشرايين أو أخذ البصمات الشريانية الزائدة أو غلق الثقوب الزائدة .
تابعونا على صفحة الفيسبوك لمتابعة كل جديد وأحدث المعلومات