PDA

كيف يتعامل الأهل مع الطفل المصاب بالوصلة الشريانية (PDA)؟ دليل الدعم والرعاية في رحلة التعافي

دليل شامل للأهل حول كيفية التعامل مع الطفل المصاب بالوصلة الشريانية (PDA)، من الرضاعة والنمو، إلى المتابعة الطبية والدعم النفسي، خطوة بخطوة.

 

أن يسمع الأب أو الأم عبارة “طفلك مصاب بوصلة شريانية مفتوحة”، قد يبدو الأمر في البداية مخيفًا أو غامضًا. لكن مع قليل من الفهم، والكثير من الحب، يصبح الطريق واضحًا. فالتعامل مع الطفل المصاب بـ PDA لا يقتصر على العلاج الطبي فقط، بل يشمل منظومة كاملة من الرعاية المنزلية والدعم النفسي والاهتمام اليومي.

 

أول ما يحتاجه الأهل: الفهم، لا الخوف

تُعد الوصلة الشريانية المفتوحة من العيوب القلبية الخلقية الشائعة، وغالبًا ما تكون قابلة للعلاج تمامًا. كثير من الأطفال الذين وُلدوا بها عاشوا حياة طبيعية بعد العلاج، سواءً بالدواء أو القسطرة أو حتى الجراحة في بعض الحالات.

ما يحتاجه الأهل في البداية ليس القلق المفرط، بل الفهم الدقيق للحالة، والتواصل المستمر مع طبيب القلب المتابع.

 

هل الطفل بحاجة لعناية خاصة في المنزل؟

في أغلب الحالات، لا يحتاج الطفل لرعاية معقدة، لكن هناك بعض الأمور التي يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في صحته وراحته، مثل:

  1. مراقبة الرضاعة والنمو
  • الأطفال المصابون بـ PDA الكبيرة قد يُرهقون أثناء الرضاعة.
  • يُفضل تقسيم الرضعات إلى وجبات صغيرة ومتكررة.
  • المتابعة المنتظمة للوزن والنمو أمر أساسي.
  1. تقليل الإجهاد
  • لا يعني هذا حرمان الطفل من الحركة أو اللعب، بل فقط مراقبة علامات الإجهاد مثل التنفس السريع أو التعرق.
  • في حالة الرضع، يُفضل الراحة بين الرضعات، وتوفير بيئة هادئة للنوم.
  1. الوقاية من العدوى
  • الأطفال المصابون بعيوب قلبية يكونون أكثر عرضة لعدوى الجهاز التنفسي.
  • غسل اليدين، تجنب الأماكن المزدحمة، والتطعيمات الدورية ضرورية.

المتابعة الطبية: حجر الأساس في رحلة العلاج

حتى وإن لم تظهر أعراض واضحة، فإن الطفل بحاجة إلى زيارات منتظمة لطبيب القلب للأطفال، تتضمن:

  • فحص الإيكو القلبي للتأكد من حجم الوصلة وتأثيرها.
  • تخطيط القلب إذا لزم الأمر.
  • مراجعة الأدوية إن كان الطفل يتناولها.

وعادةً ما يُحدد الطبيب خطة المتابعة بناءً على عمر الطفل، وزن الجسم، وحالة القلب.

 

الدعم النفسي… لا يُنسى

أحيانًا، يعاني الأهل من ضغط نفسي مستمر، بسبب الشعور بالمسؤولية أو القلق من المضاعفات. وهنا نذكّر بأمرين:

  • لست وحدك. هناك آلاف الأهل ممن يمرون بنفس التجربة.
  • الحديث مع الطبيب، أو الانضمام لمجموعة دعم، أو حتى التحدث مع أهل مروا بتجربة مماثلة، يمكن أن يُخفف القلق بشكل كبير.

أما الطفل، فكل ما يحتاجه هو بيئة مليئة بالحب والاطمئنان. الأطفال يشعرون بانفعالات من حولهم، وهدوء الأهل ينعكس عليهم مباشرة.

 

هل يمكن ممارسة الرياضة لاحقًا؟ وهل تؤثر PDA على مستقبل الطفل؟

في معظم الحالات التي تُعالج بشكل سليم، يمكن للطفل أن يعيش حياة طبيعية، ويلعب، ويدرس، ويمارس الرياضة، وينمو دون قيود.

بل أن العديد من الأطفال الذين أُجريت لهم قسطرة قلبية لإغلاق الوصلة، أصبحوا لاحقًا رياضيين أو متميزين بدنيًا، دون أي أثر للحالة السابقة.

لكن يبقى الأمر مرتبطًا بتوصيات الطبيب، خاصة في الحالات النادرة التي تكون فيها الوصلة جزءًا من عيب خلقي أكبر.

 

التعامل مع طفل مصاب بالوصلة الشريانية المفتوحة لا يتطلب معجزة طبية، بل يتطلب تفهمًا، متابعة، ورعاية ثابتة.
كل وجبة رضاعة تُعطى بمحبة، وكل موعد متابعة يتم في وقته، هو خطوة نحو قلب أكثر صحة. ومع التقدم الطبي الهائل، باتت فرص الشفاء شبه كاملة في أغلب الحالات.

 

💡 نصيحة للأم والأب:
إذا شعرت بالقلق، اسأل. إذا لاحظت شيئًا مختلفًا على طفلك، تحدث مع طبيبك. لا تتردد أبدًا، فكل سؤال صغير قد يكون خطوة كبيرة نحو راحة البال.

 

عن الدكتور عبد الرحمن العفيفي


استشاري قلب الأطفال ورئيس قسم الأطفال بمركز الدكتور مجدي يعقوب للقلب

يُعد الدكتور عبد الرحمن العفيفي من أبرز الأسماء في مجال طب قلب الأطفال في مصر والعالم العربي، بخبرة تمتد لما يقرب من 20عامًا في تشخيص وعلاج العيوب الخلقية في القلب لدى الأطفال وحديثي الولادة.
يتميّز بتخصصه الدقيق في استخدام تقنيات قسطرة القلب العلاجية والتشخيصية، ويقود فريقًا طبيًا متخصصًا في رعاية الأطفال المصابين بأمراض القلب الخلقية في أحد أهم مراكز القلب في الشرق الأوسط.
له إسهامات علمية متعددة، وشارك في عدد كبير من المؤتمرات الدولية، ويُعرف بأسلوبه المبسط في شرح الحالات الطبية المعقدة للأهل، مما يخلق جسرًا من الثقة والدعم بين الطبيب والأسرة.

لديه خبرة كبيرة في تشخيص وعلاج أمراض القلب الخلقية لدى الأطفال، يُعد الدكتور عبد الرحمن العفيفي واحدًا من أبرز الأسماء في طب قلب الأطفال في العالم العربي. يشغل حاليًا منصب رئيس قسم الأطفال في مركز الدكتور مجدي يعقوب للقلب بأسوان، ويقود فريقًا طبيًا متخصصًا في تقديم أحدث ما توصل إليه الطب في مجال قسطرة القلب والعلاجات التداخلية الدقيقة للأطفال وحديثي الولادة.

يجمع الدكتور العفيفي بين الكفاءة الإكلينيكية العالية، والاهتمام العميق بالبحث العلمي والتدريب، حيث ساهم في تدريب العشرات من أطباء الأطفال على التشخيص المبكر لعيوب القلب الخلقية، مع تركيز خاص على الاستخدام المتقدم لتقنية الإيكو القلبي والعلاج بالقسطرة كبديل فعال للجراحة في كثير من الحالات.

وإلى جانب عمله الإكلينيكي، يُعرف الدكتور العفيفي بتواصله الإنساني العميق مع الأهل، وحرصه على تبسيط المعلومات الطبية وتقديمها بلغة مفهومة تساعدهم على اتخاذ قرارات واثقة في رحلة علاج أطفالهم.

 

تابعونا على صفحة الفيسبوك لمتابعة كل جديد وأحدث المعلومات

 

كل ما تريد معرفته عن د / عبد الرحمن العفيفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *