يعتبر ثقب الأذينين أحد أكثر عيوب القلب الخلقية التي تمر بهدوء لسنوات طويلة، لأن الطفل قد لا يشعر بأي عرض واضح خلال طفولته المبكرة. وهذا ما يجعل اكتشافه في كثير من الأحيان عرضياً أثناء فحص طبي روتيني أو أشعة الايكو . لكن الصمت لا يعني أن الحالة بلا تأثير، فالثقب يسمح بانتقال الدم من الأذين الأيسر إلى الأيمن، مما يؤدي مع الوقت إلى توسّع حجرات القلب اليمنى، وقد تظهر مشاكل في نبض القلب أو ضيق نفس عند المجهود في مرحلة المراهقة أو البلوغ.
تطور التشخيص والعلاج ودور القسطرة
ومع تقدم وسائل التشخيص والعلاج، أصبح من الممكن التعامل مع ثقب الأذينين بسهولة وأمان، خاصة مع الدور الكبير الذي تلعبه القسطرة القلبية. لقد تحول هذا النوع من العيوب إلى أحد أكثر الحالات التي تُعالج بالقسطرة في العالم، نظراً لفعاليتها العالية ونتائجها الممتازة ومضاعفاتها المحدودة مقارنة بالجراحة.
كيف يتم إغلاق ثقب الأذينين بالقسطرة؟
يتم إغلاق ثقب الأذينين عبر القسطرة من خلال إدخال جهاز خاص يُشبه قرصين صغيرين، أحدهما يفتح في الجهة اليسرى والآخر في اليمنى، فيغلق الثقب تماماً من دون أي جراحة أو خياطة. تمتاز هذه العملية بأنها تستغرق وقتاً قصيراً، وتتم عبر فتحة صغيرة في الفخذ، ولا يحتاج الطفل خلالها إلى فتح الصدر أو قضاء أيام طويلة في المستشفى. وغالباً يعود إلى منزله في اليوم نفسه أو في اليوم التالي، ويستطيع ممارسة حياته الطبيعية خلال أيام معدودة.
مزايا القسطرة كخيار علاجي أول
وتبرز أهمية القسطرة تحديداً لأنها تجنب الطفل الألم، وتقلل من الخطر، وتعيد إليه نشاطه سريعاً، إضافة لكونها مناسبة للأطفال الذين قد يكونون صغاراً على الجراحة أو يعانون حالات تزيد مخاطر العملية التقليدية. ومن مزاياها أيضاً أنها تسمح للطبيب برؤية شكل الثقب وحجمه بدقة أثناء الإجراء، مما يساعده على اختيار الجهاز الأمثل للإغلاق.
أهمية المتابعة بعد العلاج
ورغم سهولة الإجراء، إلا أن المتابعة لا تقل أهمية عن العلاج نفسه. وينصح الأهل بالالتزام بزيارة طبيب القلب وفق الخطة المقررة، ومراقبة الطفل في حال ظهور خفقان أو إرهاق غير مبرر. كما يجب الاهتمام بنظافة الفم وإبلاغ الطبيب قبل أي إجراء طبي أو سنّي، لأن بعض الحالات قد تحتاج وقاية من التهابات القلب.
القسطرة تغيّر مستقبل الأطفال المصابين
لقد جعلت القسطرة القلبية علاج ثقوب الأذينين قصة نجاح حقيقية، وساهمت في تغيير مستقبل آلاف الأطفال الذين كانوا يحتاجون سابقاً إلى الجراحة. واليوم يمكن القول بثقة إن معظم الأطفال الذين يخضعون لإغلاق الثقب يعيشون حياة طبيعية بالكامل، دون أي أثر يذكر للحالة بعد علاجها.
تابعونا على صفحة الفيسبوك لمتابعة كل جديد وأحدث المعلومات


