الثقب القلبي

عندما يكون الثقب القلبي بعد الجلطة سباقًا مع الزمن: كيف غيّرت القسطرة نسب النجاة؟

تُعدّ الثقوب القلبية الناتجة عن الجلطات واحدة من أخطر المضاعفات التي تهدد حياة المرضى، خاصةً كبار السن. فبعد الجلطة، يصبح القلب هشًا وضعيفًا، وأي ثقب في جداره قد يعني انهيار الدورة الدموية بالكامل خلال ساعات أو أيام.
تشير الإحصاءات الطبية إلى أن ما يقارب 90% من الحالات التي تُترك دون علاج تنتهي بالوفاة، إذ يتسبب تسرب الدم داخل حجرات القلب في فشل الضخ واحتباس السوائل في الرئتين وهبوط الضغط الحاد. هذه الأرقام المروعة كانت حقيقة ثابتة لعقود طويلة… حتى ظهر الحل الذي غيّر مصير المرضى بالكامل: القسطرة القلبية.

 

القسطرةثورة أنقذت ما لا يمكن إنقاذه

اليوم، لم تعد هذه الثقوب حكمًا بالموت، بل أصبحت حالة يمكن إنقاذها خلال ساعات إذا توفرت الخبرة والتقنية المناسبة.
فبفضل التطور في أدوات القسطرة، يمكن للطبيب الوصول إلى قلب المريض عبر فتحة صغيرة في الفخذ، وتثبيت جهاز دقيق لإغلاق الثقب دون الحاجة إلى جراحة أو تخدير مطوّل.
النتيجة المذهلة أن نسب النجاة ارتفعت إلى أكثر من 85% في المراكز المتخصصة، بعد أن كانت لا تتجاوز 10% في السابق.

 كبار السنالفئة الأكثر استفادة

المرضى كبار السن هم الأكثر عرضة لهذه المضاعفات، وفي الوقت ذاته الأقل قدرة على تحمّل الجراحة المفتوحة. هنا تظهر أهمية القسطرة كخيار منقذ، إذ تجمع بين الأمان والفعالية وسرعة التعافي.
القلب المتعب من الجلطة يجد في القسطرة طريقًا جديدًا للشفاء دون الحاجة إلى صدمات جراحية إضافية.

 

الخبرة تصنع الفارق

لكن النجاح لا يتحقق بالأجهزة وحدها. فالإجراء يحتاج إلى فريق طبي متمرس يعرف كيف يتعامل مع الحالات الدقيقة، ويملك القرار السريع للتدخل في الوقت المناسب.
توقيت القسطرة، وتقييم استقرار الدورة الدموية، واختيار الجهاز المناسب كل هذه التفاصيل الدقيقة تحدد ما إذا كان المريض سيعود إلى الحياة أم لا.
إنها لحظة حاسمة في الطب الحديث… حيث تُحوّل القسطرة القلب الجريح من خطر مؤكد إلى فرصة جديدة للنبض.

 

تابعونا على صفحة الفيسبوك لمتابعة كل جديد وأحدث المعلومات

 

كل ما تريد معرفته عن د / عبد الرحمن العفيفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *