عندما يُولد الطفل بالثقب بين الأذينين، لا تظهر دائمًا علامات واضحة منذ البداية. وفي كثير من الأحيان، لا يُكتشف هذا الخلل إلا صدفة خلال فحص روتيني أو عندما تظهر أعراض غير مفسَّرة. في هذا المقال، نُسلط الضوء على كيف يُشخّص هذا العيب الخلقي؟ ومتى يجب على الأهل أو المريض نفسه أن يقلق ويطلب تقييمًا طبيًا؟
كيف يُكتشف الثقب؟ِ
في بعض الحالات، يلاحظ طبيب الأطفال أثناء فحص روتيني وجود “لغط قلبي” – وهو صوت غير طبيعي ناتج عن تدفق الدم غير الطبيعي داخل القلب. هذا قد يكون أول خيط يُشير إلى وجود ثقب في القلب. لا يعني اللغط دائمًا وجود عيب خطير، لكنه يستدعي تقييمًا دقيقًا.
متى نطلب الفحص؟
ينبغي التوجه للطبيب إذا ظهرت الأعراض التالية:
- سرعة التعب عند اللعب أو بذل مجهود بسيط.
- ضيق التنفس، خاصة مع النشاط.
- التهابات صدرية متكررة.
- بطء في النمو مقارنةً بالأطفال في نفس السن.
- ازرقاق الشفاه أو الأطراف في حالات نادرة.
الفحوصات اللازمة:
- تخطيط القلب (ECG): يوضح إن كان هناك اضطراب في نظم القلب أو علامات ضغط زائد على الجانب الأيمن من القلب.
- الأشعة السينية على الصدر: قد تظهر تضخمًا في القلب أو احتقانًا في الأوعية الدموية الرئوية.
- الإيكو (Echo): الفحص الأهم. باستخدام الموجات فوق الصوتية، يمكن للطبيب رؤية بنية القلب بوضوح، وتحديد حجم الثقب وموقعه واتجاه تدفق الدم بين الأذينين.
- الإيكو عبر المريء (TEE): يُستخدم عند الكبار أو في حالات يصعب تقييمها بالإيكو العادي.
- القسطرة القلبية التشخيصية: نادرة الاستخدام، لكنها ضرورية في حالات معقدة أو عند تحضير المريض للتدخل الجراحي أو بالقسطرة العلاجية.
ماذا بعد التشخيص؟
بعد تحديد نوع الثقب وحجمه وتأثيره على الدورة الدموية، يتخذ الطبيب القرار بشأن الخطة العلاجية. بعض الحالات تُتابع فقط دون تدخل، خاصةً إذا كان الثقب صغيرًا ولا يؤثر على القلب أو الرئتين.
المتابعة:
حتى في حالة عدم الحاجة لتدخل علاجي مباشر، يجب إجراء فحص دوري لتقييم أي تغير في الحجم أو الأعراض. الأطفال يُتابعون سنويًا أو حسب ما يقرره الطبيب.
في المقال القادم سنتحدث عن خيارات العلاج المتاحة بالتفصيل: متى نقرر إغلاق الثقب؟ وهل القسطرة تكفي أم أن الجراحة ضرورية؟
عن الدكتور عبد الرحمن العفيفي
استشاري قلب الأطفال ورئيس قسم الأطفال بمركز الدكتور مجدي يعقوب للقلب
يُعد الدكتور عبد الرحمن العفيفي من أبرز الأسماء في مجال طب قلب الأطفال في مصر والعالم العربي، بخبرة تمتد لما يقرب من 20عامًا في تشخيص وعلاج العيوب الخلقية في القلب لدى الأطفال وحديثي الولادة.
يتميّز بتخصصه الدقيق في استخدام تقنيات قسطرة القلب العلاجية والتشخيصية، ويقود فريقًا طبيًا متخصصًا في رعاية الأطفال المصابين بأمراض القلب الخلقية في أحد أهم مراكز القلب في الشرق الأوسط.
له إسهامات علمية متعددة، وشارك في عدد كبير من المؤتمرات الدولية، ويُعرف بأسلوبه المبسط في شرح الحالات الطبية المعقدة للأهل، مما يخلق جسرًا من الثقة والدعم بين الطبيب والأسرة.
لديه خبرة كبيرة في تشخيص وعلاج أمراض القلب الخلقية لدى الأطفال، يُعد الدكتور عبد الرحمن العفيفي واحدًا من أبرز الأسماء في طب قلب الأطفال في العالم العربي. يشغل حاليًا منصب رئيس قسم الأطفال في مركز الدكتور مجدي يعقوب للقلب بأسوان، ويقود فريقًا طبيًا متخصصًا في تقديم أحدث ما توصل إليه الطب في مجال قسطرة القلب والعلاجات التداخلية الدقيقة للأطفال وحديثي الولادة.
يجمع الدكتور العفيفي بين الكفاءة الإكلينيكية العالية، والاهتمام العميق بالبحث العلمي والتدريب، حيث ساهم في تدريب العشرات من أطباء الأطفال على التشخيص المبكر لعيوب القلب الخلقية، مع تركيز خاص على الاستخدام المتقدم لتقنية الإيكو القلبي والعلاج بالقسطرة كبديل فعال للجراحة في كثير من الحالات.
وإلى جانب عمله الإكلينيكي، يُعرف الدكتور العفيفي بتواصله الإنساني العميق مع الأهل، وحرصه على تبسيط المعلومات الطبية وتقديمها بلغة مفهومة تساعدهم على اتخاذ قرارات واثقة في رحلة علاج أطفالهم.
تابعونا على صفحة الفيسبوك لمتابعة كل جديد وأحدث المعلومات