تُعد العيوب الخلقية في القلب من بين أكثر المشكلات الصحية التي قد يواجهها الأطفال منذ ولادتهم، حيث تمثل تحديًا حقيقيًا بالنسبة للعديد من العائلات. هذه العيوب ليست مجرد مشكلة صحية عابرة، بل يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على نمو الطفل وقدرته على الحياة بشكل طبيعي. تشكل العيوب الخلقية القلبية حوالي 1% من حالات الولادة سنويًا، وتتفاوت في شدتها وأثرها على صحة الطفل. في هذا المقال، سنستعرض أهم أنواع العيوب الخلقية القلبية، وأسبابها المحتملة، وكيفية الوقاية منها من خلال التشخيص المبكر والعناية الطبية المناسبة.
بقلم دكتور / عبد الرحمن العفيفي
ما هي العيوب الخلقية في القلب؟
تشير العيوب الخلقية في القلب إلى مشكلات هيكلية في القلب أو الأوعية الدموية الرئيسية التي تنشأ أثناء نمو الجنين في الرحم. قد تكون هذه العيوب بسيطة لا تؤثر بشكل كبير على صحة الطفل، أو معقدة تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا.
أبرز أنواع العيوب الخلقية في القلب
- الثقوب القلبية:
- عيب الحاجز الأذيني (ASD): فتحة بين الأذينين تؤدي إلى اختلاط الدم المؤكسج بغير المؤكسج.
- عيب الحاجز البطيني (VSD): فتحة بين البطينين تسبب زيادة تدفق الدم إلى الرئتين.
- تضيق الشرايين:
- تضيق الصمام الرئوي: يمنع تدفق الدم بشكل كافٍ إلى الرئتين.
- تضيق الأبهر: يعيق تدفق الدم من القلب إلى الجسم.
- رباعية فالو (Tetralogy of Fallot):
مزيج من أربعة عيوب، تشمل تضيق الصمام الرئوي وعيب الحاجز البطيني، مما يسبب انخفاض الأكسجين في الدم. - القنوات الشريانية المفتوحة (PDA):
بقاء القناة الشريانية مفتوحة بعد الولادة يؤدي إلى اختلاط الدم المؤكسج وغير المؤكسج. - تبدل الشرايين الكبرى:
تبادل مواقع الشريان الأبهر والشريان الرئوي، مما يؤدي إلى نقص الأكسجين في الجسم.
الأسباب المحتملة للعيوب الخلقية القلبية
- العوامل الوراثية:
- تاريخ عائلي من العيوب القلبية.
- اضطرابات وراثية مثل متلازمة داون.
- العوامل البيئية:
- تعرض الأم للإشعاع أو المواد الكيميائية.
- تناول أدوية معينة خلال الحمل دون استشارة طبية.
- الأمراض المزمنة للأم:
- السكري غير المسيطر عليه.
- الإصابة بالحصبة الألمانية أثناء الحمل.
- نمط الحياة غير الصحي:
- التدخين أو تناول الكحول أثناء الحمل.
- نقص التغذية وخاصة حمض الفوليك.
وتختلف العيوب الخلقية القلبية في طبيعتها وتأثيرها على حياة الطفل. يساعد التشخيص المبكر باستخدام تقنيات مثل الإيكو القلبي على تحديد نوع العيب وتقديم العلاج المناسب. يُوصى دائمًا باتباع إرشادات الأطباء أثناء الحمل لتقليل خطر حدوث هذه المشكلات.
تابعونا على صفحة الفيسبوك لمتابعة كل جديد وأحدث المعلومات